قصيدة لماذا اخترتني
الشاعرة ميسون السويدان

ميسون السويدان

- مَاذا أفادتني هدايا أُهدِيت بعدَ الهلاكْ ؟
- كيف التجمُّلُ في مَرايا
- لا أرى فيها سِواكْ ؟
- أخلقتَها حتى ترى من قد خلقتَ لكي تراكْ ؟
- فتشدّ مِن أحبالِ صوتي كلّما صوتٌ دعاكْ ؟
- صِدْني ومزّقني فإن النّاس ترمِيني
- بِبحرٍ ليس يبغيني
- فلا تُربٌ ولا ماءٌ بِطِيني .. لا هَلاكْ!
- صِدْني فإنّي لا أصِيدُ ولا اُصادُ .. أنا الشِّباكْ
- ما بينَ أيدي الطالبينَ
- وبين مَا طلبوا .. سِواكْ
- أيني أنا ؟ مَالي مكانٌ
- كيف اطلبُ مَا “هُناك” بلا “هُنا” ؟
- هبني ثلاثةَ أحرفٍ .. لا غيرَها
- هبني “هُنا”
- حتى اُشِيرَ إليّك منها .. كي أفرّقَ بيننا
- حتى يُلمحَ إصبعٌ بالميلِ
- مَن مِن"نا" .. أنا ..
- قُل لي .. لماذا إخترتني ؟
- وأخذتني بيديكَ من بين الأنامْ
- و مشيتَ بي ..
- ومشيتَ ..
- ثمّ تَركتني
- كالطفلِ يبكي في الزِّحامْ
- إن كنت - يَا مِلحَ المدامعِ - بِعتَني
- فأقلّ ما يَرِثُ السكوتُ من الكلامْ
- هُو أن تؤشّرَ من بعيدٍ بالسلامْ
- أن تُغلقَ الأبوابَ إن قررتَ ترحلُ في الظلامْ
- ما ضرَّ لو ودَّعتنِي ؟
- ومنحتني فصلَ الخِتامْ ؟
- حتى أريحَ يديَّ ،
- من تقليبِ آخر صفحةٍ من قصّتي
- تلك التي يشتدُّ أبيضُها ..
- فيُعميني إذا اشتدَّ الظلامْ .. حتى أنامْ !
- حتى أنامْ
- حتى أنامْ..
- أنا ربّما
- أبكي قليلا في سريري دونما ..
- يدري بدمعي إخوتي
- لكنّما ..
- تبقى أمامَ النَّاسِ تكبرُ بَسمتِي...
- تزداد لمعتُها إذا ما خَضَّبَتْها دمعتي ...
- أنا عندما أطلقتُ آهاتي ولم
- تسرحْ ملامحُ بسمتي شوقا إليكْ ..
- أصبحتُ أفهمُ ما لديَّ وما لديكْ ..
- ها قد ملكتُ سعادتي
- لكنَّ حزنيَ في يديكْ ..
- فَمتى سترجع أدمُعِي؟
- وإلى متى أبكي عليكْ؟
- هذي شموعُكَ لم أزلْ
- بالليل أرجوها فلمْ تَتَعَطَّفِ
- ما بالُها لم تَنطَفِ؟؟!
- مُتْ!
- أو لِتَتركْني أَمُتْ!
- اخترْ مماتاً أو حياةً واختَفِ
- لا تحيَ كالأشباحِ فِيّ...
- مَاذا أفادتني هدايا أُهدِيت بعدَ الهلاكْ ؟
- كيف التجمُّلُ في مَرايا
- لا أرى فيها سِواكْ ؟
- أخلقتَها حتى ترى من قد خلقتَ لكي تراكْ ؟
- فتشدّ مِن أحبالِ صوتي كلّما صوتٌ دعاكْ ؟
- صِدْني ومزّقني فإن النّاس ترمِيني
- بِبحرٍ ليس يبغيني
- فلا تُربٌ ولا ماءٌ بِطِيني .. لا هَلاكْ!
- صِدْني فإنّي لا أصِيدُ ولا اُصادُ .. أنا الشِّباكْ
- ما بينَ أيدي الطالبينَ
- وبين مَا طلبوا .. سِواكْ
- أيني أنا ؟ مَالي مكانٌ
- كيف اطلبُ مَا “هُناك” بلا “هُنا” ؟
- هبني ثلاثةَ أحرفٍ .. لا غيرَها
- هبني “هُنا”
- حتى اُشِيرَ إليّك منها .. كي أفرّقَ بيننا
- حتى يُلمحَ إصبعٌ بالميلِ
- مَن مِن"نا" .. أنا ..
- قُل لي .. لماذا إخترتني ؟
- وأخذتني بيديكَ من بين الأنامْ
- و مشيتَ بي ..
- ومشيتَ ..
- ثمّ تَركتني
- كالطفلِ يبكي في الزِّحامْ
- إن كنت - يَا مِلحَ المدامعِ - بِعتَني
- فأقلّ ما يَرِثُ السكوتُ من الكلامْ
- هُو أن تؤشّرَ من بعيدٍ بالسلامْ
- أن تُغلقَ الأبوابَ إن قررتَ ترحلُ في الظلامْ
- ما ضرَّ لو ودَّعتنِي ؟
- ومنحتني فصلَ الخِتامْ ؟
- حتى أريحَ يديَّ ،
- من تقليبِ آخر صفحةٍ من قصّتي
- تلك التي يشتدُّ أبيضُها ..
- فيُعميني إذا اشتدَّ الظلامْ .. حتى أنامْ !
- حتى أنامْ
- حتى أنامْ..
- أنا ربّما
- أبكي قليلا في سريري دونما ..
- يدري بدمعي إخوتي
- لكنّما ..
- تبقى أمامَ النَّاسِ تكبرُ بَسمتِي...
- تزداد لمعتُها إذا ما خَضَّبَتْها دمعتي ...
- أنا عندما أطلقتُ آهاتي ولم
- تسرحْ ملامحُ بسمتي شوقا إليكْ ..
- أصبحتُ أفهمُ ما لديَّ وما لديكْ ..
- ها قد ملكتُ سعادتي
- لكنَّ حزنيَ في يديكْ ..
- فَمتى سترجع أدمُعِي؟
- وإلى متى أبكي عليكْ؟
- هذي شموعُكَ لم أزلْ
- بالليل أرجوها فلمْ تَتَعَطَّفِ
- ما بالُها لم تَنطَفِ؟؟!
- مُتْ!
- أو لِتَتركْني أَمُتْ!
- اخترْ مماتاً أو حياةً واختَفِ
- لا تحيَ كالأشباحِ فِيّ...
ميسون السويدان